تعمل الدولة المصرية، على مضاعفة إنتاجها من تقاوي القمح وسط أزمات عالمية يشهدها العالم أثرت بالسلب على سلاسل الإمداد والتأثير على الأمن الغذائي العالمي، حيث وضعت مصر خطة من أجل تجنب تلك المخاطر.
وعملت الدولة المصرية، على مضاعفة إنتاجها من تقاوي القمح لزراعات الموسم الزراعي الجاري بنسبة 233%، بعد إتاحة كميات أكبر للفلاحين بهدف التوسع في زراعات القمح عبر أصناف معتمدة، وتصدير للمرة الأولى.
مضاعفة إنتاج تقاوي القمح
من المعروف أنه يتم زراعة القمح في مصر خلال نوفمبر من كل عام، ويتم حصاده في بداية من أبريل من العام التالي له، ويحتاج الفدان لكميات تتراوح بين 60 و70 كلج من التقاوي للزراعة، كم يتم توزيع الكميات على الجمعيات الزراعية في المحافظات المختلفة، لكن لم يعرف بعد إجمالي ما تم بيعه بالفعل، وفي انتظار نتائج الحصر الذي تعده الوزارة حاليًا.
حسب مسؤولي وزارة الزراعة المصرية، فقد صدرت مصر للمرة الأولى، نحو 400 طن من تقاوي القمح إلى 3 أسواق هي “السنغال، وسلطنة عمان، والإمارات”، وتستهدف زيادة الكميات السنوية تدريجيًا، ولم يفصح عن سعر الطن في التصدير لكنه قال “بالتأكيد أعلى من الأسعار المحلية”، بعد أن كانت تنتج قرابة 75 ألف طن من تقاوي القمح والمعتمدة، العام المنصرم موزعة بين 45 ألف طن تنتجها الحكومة، ونحو 30 ألف طن ينتجها القطاع الخاص.
ووفقا للتقارير الإعلامية فتلك الكميات لم تكن تكفي أكثر من مليون فدان من نحو ما يزيد على 3 ملايين فدان قمح تستهدفها الحكومة كل عام، حيث تشير بيانات وزارة الزراعة أن إنتاج التقاوي للموسم الجاري لا تكفي كامل الاحتياجات رغم مضاعفتها أكثر من مرتين، وفي المواسم العادية لم تستطع الوزارة تسويق أكثر من 80% من كميات التقاوي المنتجة سنويًا.
تقاوي غير معتمدة
ويرى مسؤولو وزارة الزراعة، أن عددا كبيرا من الفلاحين لا يزالون يتجهون لاستخدام تقاوي “غير معتمدة” من إنتاجهم في موسم سابق لزراعة موسم جديد، نظرا لارتفاع أسعار التقاوي كل موسم، وفي الموسم الجاري رفعت الوزارة سعر العبوة الرسمي زنة 30 كلج بواقع 300 جنيه لتصعد إلى 750 جنيها بالجمعيات الزراعية مقارنة بنحو 440 جنيها الموسم الماضي، قبل أن تخفضها إلى 550 جنيه نهاية أغسطس.
التقاوي المحسنة
حسب تقارير إعلامية، أن التقاوي المحسنة، لدى الشركات الخاصة، يتراوح سعرها الموسم الجاري بين 700 و800 جنيه للعبوة تزن 30 كلج، حيث تحتاج مصر نحو 20 مليون طن من القمح سنويًا لتوفير الدقيق اللازم لإنتاج الخبز المدعم، بالإضافة إلى احتياجات القطاع الخاص والمستهلكين الأفراد، وتنتج محليًا نحو 9 ملايين طن فيما تعتمد على الاستيراد لتوفير باقي الكميات.
وفقا لما أعلنته وزارة الرزاعة، فإن إنتاج تقاوي القمح هذا الموسم بلغ نحو 250 ألف طن مقارنة بنحو 75 ألف طن في الموسم الماضي، حيث توزعت كميات التقاوي بين 140 ألف طن أنتجتها وزارة الزراعة، بالإضافة إلى 110 آلاف طن أنتجتها شركات القطاع الخاص، موضحا أنه لا يتم استيراد أي تقاوي للمحاصيل الاستراتيجية.