تتجه الأنظار نحو مدينة دبي بدولة الإمارات، لمتابعة فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ “COP28″، في مدينة إكسبو دبي، من غد الخميس ويستمر حتى يوم 12 ديسمبر المقبل، وسط تتزايد وتيرة الحديث عن أضرار تغير المناخ والمصطلحات المتعلقة بقضايا التحديات المناخية التي باتت تؤرق العالم.
يشغل بال العالم حاليا، جراء الأزمة المناخية، تداعياتها، والآثار السلبية الناتجة عن هذه الأزمة العالم، حيث نستعرض في تقريرنا التالي، شرحا مبسطا لعدد من المفاهيم حول الأزمة المناخية، منها الطقس، والمناخ ، وأزمة المناخ، والبصمة الكربونية، والتخفيف والتكيف، وصافي الانبعاثات الصفري، والعدالة المناخية، والخسائر والأضرار، وانبعاثات غازات الدفيئة، ونقطة تحول، والاحترار العالمي.
قضايا المناخ
في البداية، يشير قاموس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”UNDP”، إلى أن مفهوم الطقس يشير إلى الأحوال الجوية في وقت معين في موقع معين، بما في ذلك درجة الحرارة والرطوبة وهطول الأمطار، والغيوم، والرياح، والرؤية.
وأما المُناخ، فهو معدل أنماط الطقس في منطقة معينة على مدى فترة زمنية أطول، عادة 30 سنة أو أكثر، والتي تمثل الحالة العامة للنظام المُناخي.
فيما تأتي غازات تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يتسبب في ظاهرة الاحترار العالمي وتغير المناخ، وغازات الدفيئة الرئيسة المنبعثة من النشاط البشري هي: ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكاسيد النيتروجين، وكذلك الغازات المفلورة الموجودة في معدات محددة للتبريد وبخار الماء.
ويحدث عندما يزداد تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، إذ تمتص هذه الغازات المزيد من الإشعاع الشمسي وتحول دون خروج الطاقة مما يؤدي إلى حبس المزيد من الطاقة داخل الغلاف الجوي، وبالتالي ارتفاع معدل درجات الحرارة، ويعد حرق الوقود الأحفوري، وقطع الأشجار، وإزالة الغابات، وتغير المُناخ من التغيرات طويلة المدى في مُناخ الأرض، والتي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض، بما يؤثر على الصحة.
يشير التخفيف إلى أي إجراء تتخذه الحكومات والمجتمعات والشركات والأفراد لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو منعها، وتشمل أمثلة التخفيف، الانتقال إلى الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، والاستثمار في وسائل النقل الخالي من الكربون، وتعزيز الزراعة المستدامة واستخدام الأراضي، وزراعة الغابات لتكون بمثابة بالوعة للكربون.
يشير التكيف إلى الإجراءات التي تساعد في الحد من التعرض للتأثيرات الحالية أو المتوقعة لتغير المُناخ، وتشمل أمثلة التكيف زراعة أنواع محاصيل أكثر مقاومة للجفاف أو الظروف المتغيرة، وإدارة الأراضي للحد من مخاطر حرائق الغابات.
البصمة الكربونية هي مقياس لانبعاثات غازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي من قبل شخص أو منظمة أو منتج أو نشاط معين. والبصمة الكربونية الأكبر تعني المزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، وبالتالي مساهمة أكبر في أزمة المُناخ.
ويستلزم قياس البصمة الكربونية لشخص أو منظمة، النظر في كل من الانبعاثات المباشرة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة والتدفئة والسفر البري والجوي، والانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن إنتاج والتخلص من جميع المواد الغذائية والسلع المصنعة والخدمات التي يستهلكونها.
ويمكن تقليل بصمات الكربون عن طريق التحول إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون مثل الرياح والطاقة الشمسية، وتحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز سياسات ولوائح الصناعات، وتغيير عادات الشراء والسفر، وتقليل استهلاك اللحوم وهدر الطعام.
تدعم الحلول القائمة على الطبيعة التكيف مع تغير المُناخ والتخفيف من حدته باستخدام النظم والعمليات الطبيعية لاستعادة النظم البيئية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتمكين سبل العيش المستدامة، وتشمل الأسطح الخضراء والمتنزهات والحدائق الحضرية، واستعادة الأراضي الرطبة، والسافانا والنظم البيئية الأخرى، والحفاظ على غابات أشجار القرم “المانغروف”، أو التحول إلى ممارسات الزراعة التجديدية.
يشير التمويل المُناخي إلى الموارد والأدوات المالية التي تُستخدم لدعم العمل بشأن تغير المُناخ، ويمكن أن يأتي التمويل المُناخي من مصادر مختلفة، عامة أو خاصة، وطنية أو دولية، ثنائية أو متعددة الأطراف، ويمكن أن تستخدم أدوات مختلفة مثل المنح والتبرعات والسندات الخضراء ومقايضات الديون والضمانات والقروض الميسرة.
يتطلب الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري، التأكد من موازنة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من النشاط البشري من خلال الجهود البشرية لإزالة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، وبالتالي وقف الزيادات الأخرى في تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ويتطلب الانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفري تحولًا كاملاً لأنظمة الطاقة والنقل والإنتاج والاستهلاك.
تعني إزالة الكربون تقليل كمية انبعاثات غازات الدفيئة وزيادة الكمية التي يتم امتصاصها، ما يستلزم تغيير العديد من جوانب الاقتصاد، إن لم يكن كلها، من كيفية توليد الطاقة، إلى كيفية إنتاج السلع والخدمات وتسليمها، وإلى كيفية بناء المباني وكيفية إدارة الأراضي.
الطاقة المتجددة هي الطاقة المشتقة من المصادر الطبيعية التي يتم تجديدها باستمرار، مثل الرياح وأشعة الشمس وتدفق المياه المتحركة والحرارة الجوفية ،وهي مصادر رخيصة ونظيفة ومستدامة وتوفر المزيد من فرص العمل، ويمثل التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة في جميع القطاعات – الطاقة والتدفئة والتبريد والنقل والصناعة – أمراً أساسياً لمواجهة أزمة المُناخ.
إزالة الكربون تتمثل في القضاء على انبعاثات الكربون بعد دخولها الغلاف الجوي من خلال إجراءات مثل زراعة الأشجار، وأما احتجاز الكربون وتخزينه فهو عملية أخذ الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة أو النشاط الصناعي وتخزينها في أعماق الأرض قبل أن تتمكن من دخول الغلاف الجوي.